أيها القاتل الصامت أرديتنى أرضاً فلم تأخذك بى شفقة ولا رحمة ،داهمت مأمنى ونزعت عنى رداء الصلابة فجعلتنى عارية المشاعر . أظهرت ما كنت أخفيه مراراً ، لما لم تكف عنى فلم أعُد أملك من الأمر شئ .سلبتنى القوة أو حتى التظاهر بها أمام الشامتين، أرحل عنى أيها الحنين ،أتركنى وشأنى ألم يكفيك أنى صرت جثة بلا روح ،بل جسد بلا قلب ،لما لما لم تفتئ أن تذكرنى بمن نكل بوعده وخان العهد. أتركنى أيها الضيف الغير مرحب به فى منزل وحدتى . لم يعُد لدى ما أقدمه لك فليس عندى سوى القهر على حلم العمر الذى سُرق .والبكاء على آمالً تحطمت ، لاتأتينى بغتة يا حنين لمن فارق ، يا حنين لمن أغرق سفينة نجاتى بيده وهرب وتركنى أواجه أمواج عشقه العاتيه التى أذاقتنى كل ألوان العذاب قبل أن يأخذ روحى الحزن على فراقه . وتأتى أنت يا زائر الليل ،يا سارق الحلم تقول لى كان هنا لكم حديث وهناك لكم ضمة ولمسة يدٍ بشغف يهز القلوب .لا تذكرنى بطريقٍ مشيناه ولا طعم لهفة لقاء أطفأ الشوق الحارق .غِب عنى أيها الحنين فلم تعُد مرحباً بك فى وجودى ،فأنا لست المرأة التى كانت ذات الوجنةِ الوردية التى كانت تحمر خلاً من لمسة حبيب فازت بها والشفاة الباسمة المليئة بريحيق كوردة ربيع زاهية ،لقد أصبحت عجوزٌ باهتة ليس بعينها سوى الدمع على فراق الحبيب وشفاتاها كأرض قاحلة وجسد نحيل لا يسرى فيه إلا طعم الخيبة والخذلان . عُد حيث جئت أيها الحنين إذهب إليه علَّه يتذكرنى كما يخالنا الناس ،علَّه يشعر يوماً بما تفعله أنت بى كل ليلة طيلة أعوام فراق لم يكن بيدى .فلماذا تأتى إلي ، لستُ أنا مقصدك يجب أن يكون هو وجهتك الليلة أيها الحنين .رفقا بى وأذهب إلى من أخجل أن أقول عنه حبيبى ،ولكن ممن الخجل فأنت أكثر من يعلم سري الدفين ويريد أن يفضحه . فهو مازال حبيبى وسيظل حتى تفارقنى الروح ويذوب الجسد وتنتهى الكلمات . عذراً يا أنا فقد أنتصر القاتل الصامت على قلبى وأشعل نيران الحنين مرة أخرى . بقلمى. عبير عبد العال