منذ ايام اعلن الكاتب العام لنقابة اساتذة التعليم العالي في تصريح اذاعي لاحدى الاذاعات ان اكثر من الفي استاذ جامعي من خيرة واكفا الاساتذه الجامعيين غادروا البلاد باتجاه دول الخليج واوربا مخييرين الهجرة على البقاء في الوطن لعدة اسباب ومنها خاصة انعدام الافاق المهنية امام هؤلاء الاساتذه والبحث عن فرص تكوين افضل في الخارج وايضا وهذا من حقهم البحث عن مقابل مادي ارفعوالبحث عن ظروف افضل لتعليم ابنائهم وهناك سبب اخر مهم وهو صعوبة العيش في تونس اليوم نظرا لعدة عوامل سياسية واقتصادية واجتماعية.وعندما نتحدث عن هجرة الاساتذه الجامعيين فاننا نتحدث عن هجرة اهم الكفاءات التوتسية التي نعول عليها في تعليم ابنائنا في الكليات والجامعات التونسية التي ستجد نفسها مضطرة للتعويل على كفاءات اقل تكوينا وهو ما يضعف مردود الجامعه التونسية. وهجرة الاساتذه الجامعيينليس في معزل عن هجرة كفاءات تونسية اخرى خيرت في السنوات الاخيرة اما قصرا او اختيارا مغادرة الوطن للعمل في الخارج وخاصة في بلدان الخليج واوربا وامريكا وكندا ونتحدث هنا عن هجرة الاطباء التونسيين والمهندسين التونسيين في اختصاصات متعدده وهجرة الممرضين اضافة الى اصناف اخرى من خيرة الكفاءات التونسية التي تخسرها تونس يوميا دون ان تعير السلطات المعنيه لهذا الموضوع ما يستحقه من اهمية بالغة للبحث الجدي في اسباب هجرة الادمغه التونسية وما تتركه من فراغ كبير. ولسائل ان يسال لماذا ازداد عدد الكفاءات في كافة الاختصاصات التي باتت تخير الهجرة عن البقاء في الوطن رغم ان ظروفها المهنية بالمقارنه مع غيرهم افضل بكثير خلال السنوات الاخيره.ان المطلوب من السلط المسؤولة اليوم البحث في اسباب هجرة الادمغه التونسية وغير صحيح ان اسبابها ماديه فقظ فهناك اسباب اخرى تضخمت خلال السنوات الاخيرة بشكل دفع هؤلاء الى الهجرة ومنها خاصة ما تعيشه البلاد من عدم استقرار وصعوبة الاوضاع الاقتصادية وانهيار جانب كبير من الاخلاق التي كانت تميز التونسيين واستشراء العنف في المؤسسات التربويه والصحية فاصبح الاعتداء على الاطباء والممرضين امرا مالوفا في مستشفباتنا وكذلك الامر بالنسبة للاعتداء على المربين وعلى فئات اخرى في مقرات العمل هذا فضلا عن العنف في الشارع وعدم احترام القانون بالنسبة لعدد كبير من المتهورين فاصبح الانسان يخشى على سلامته وسلامة عائلته. ونعيش اليوم حالة من الاختناق اثرت على سلوكيات الجميع وتصرقاتهم اليومية. وغذت بعض هذه السلوكيات الشاذه بعض البلاتوات التلفزية التي استباحت قيم المجتمع. وما كان يعد من المحظورات اصبحنا نشاهده في التلفزيون في القنوات التي تبحث عن البوز دون حسيب او رقيب واخر ابتكاراتنا في هذا المجال تلك الومضه الدعائية التي تبث هذه الايام مساندة للفريق الوطني وتتضمن كلمة من ابشع العبارات في القاموس الشعبي التونسي وهي عبارة // شنعها // وهذه العباره هي من اقبح العبارات في القاموس التونسيوهي تقال عن المراة التي تجر وراءها فضيحة اخلاقيه تلاحقها هي وافراد عائلتها.فاستعمال عبارة بذئية كهذه في ومضه اشهارية تبث على نطاق واسع هي اكبر دليل على استباحة الحصن الاخلاقي للمجتمع التونسي ولا اعتقد ان اهلنا في الجنوب واهلنا في البوادي التونسية يقبلون اغن يستمعوا الى هذه العباره المشينة.لقد توفرت خلال السنوات الاخيرة من الاسباب والعوامل ما جعل الكثيرين يخييرون الهجرة والغربة على البقاء في الوطن.فهل نتدارك الامر قبل ان يبلغ السيل الزبى ؟؟