انتخابات 17 ديسمبر ..والرسائل المبطنه حمالة بالكثير من الرسائل الموجهة لاكثر من طرف وجهة جاءت نتائج الجولة الاولى من الانتخابات التشريعية التي جرت يوم 17 ديسمبر 2022.واهم رسالة في هذه الرسائل هي الرساله التي وجهها الشعب الى من يهمهم الامر حكاما واحزابا وطبقة سياسية ولم تكن امام هذا الشعب من طريقة لتوجيه رسالته الا مقاطعة هذه الانتخابات وعدم الذهاب الى مراكز الاقتراع للقيام بعملية التصويت فجاءت نسبة المشاركة في هذه الانتخابات دون المستوى المامول حيتاعلن في مساء يوم الانتخابات نفسه انها في حدود 8فاصل 12 في امائة ولم يتجاوز عدد المقبلين 800 الف ادلوا باصواتهم في هذه الانتخابات ثم تم تدارك هذه النتيجة بعد يومين عند التصريح النهائي بنتائج الانتخابات من قبل رئيس الهئية لترتفع الى 11 فاصل 22 في المائه وليرتفع عدد المصوتين الى ما يفوق المليون تونسي بقليل. وايا كانت النسبة فانها تبقى من اضعف نسب المشاركة.وهي اضعف نسبة مشاركة في انتخابات تونسية تجرى منذ الاستقلال الى اليوم. وهناك بالتاكيد اسباب كثيرة وراء عزوف المواطنين عن المشاركه في الانتخابات واهمها ان التونسي اليوم تشغله قضايا حياتية اخرى اكثر اهمية ووقعها على حياته اليومية اشد واهم بالنسبة له من المشاركة في الانتخابات. فهو اليوم يلهث وراء توفير باكو حليب وكيلو من السكر وكيلو كسكسي وغيره من مستلزمات الحياة اليومية وتوفير الغذاء له ولابنائه.ولم يعد هذا المواطن بعد تجربة عشر سنوات وما عاشه من ظنك العيش عابئا بالامور السياسية وخاصة مجلس النواب الذي فقد بريقه واكاد اجزم ان اكثر مؤسسة بات يمقتها التونسيون وينفرون منها هي مجلس النواب..وغالبية التونسيين وانا اتحدث يوميا الى الكثيرين يعتبرون انه لا فائده ترجى من وراء انتخاب مجلس جديد وسوف يكون كل طموحهم هو الحصول على امتيازات النائب والحصانة والمرتب المجزي وينسون وعودهم التي قطعوها على انفسهم اثناء الحملة الانتخابية. لذلك لم يجد المواطن التونسي في نفسه الحماس الكافي للذهاب الى صناديق الاقتراع يوم 17 ديسمبر وكانت هناك شبة مقاطعة شعبية لهذه الانتخابات. واما الرسالة الثانيه فقد كانت موجهة ايضا من الشعب الى من يهمه الامر ويقول مضمونها لقد تعبنا من هكذا انتخابات وفي كل مره نمني النفس بتغيير الاوضاع ولكن لا شئي يحصل ونصاب بخيبة امل في من نعتقد انهم الافضل لذلك فقد وصلنا الى قناعه انه لم تعد تعنينا هذه الانتخابات ومن يشارك وينجح فيها. ونعتقد ان من اهم الاسباب التي كانت وراء تدني نسبة المشاركة في الانتخابات وعزوف المواطنين غير المسبوق اذا كنا نريد حقا ان نقف على الاسباب الحقيقية هو غياب خطاب سياسي يوحد التونسيين يجمع ولا يفرق وخطاب فيه من روح التسامحوعدم تقسيم التونسيين ما يجعلهم يشعرون في كل لحظة ان من اهم الواجبات الوطنيه هو المشاركة في الاستحقاقات الانتخابيه وعدم التخلف عنها مهما كانت الاسباب والمسببات.وهناك بالاضافه الى العوامل التي اوردناها عامل اخر لا يقل اهمية في اعتقادنا ويتعلق خاصة باسباب عزوف الشباب وزهده في هذه الانتخابات وهو غياب سياساة تواصليه مع هذه الشريحة وضعف برامج التربية المدنية في المناهج التربوية كما ان الاحزاب السياسية تتحمل قسطا كبيرا من المسؤولية ويتمثل ذلك خاصة في عدم اهتمامها واهمالها لجانب التكوين في برامجها لان الاحزاب مدرسة يتعلم فيها الانسان ابجديات المشاركة في الشان العام وفي مقدمتها احترام مواعيد الانتخابات. وما نلاحظه ان اغلب الاحزاب لا تولي جانب التكوين في برامجها وخاصة التكوين السياسي الموجه للشباب ما يستحقه من اهمية وعند العديد من الاحزاب السياسية اليوم نجد هذا الجانب غائبا تماما. كما جاءت نتائج هذه الانتخابات لتقول ان مسار 25 جويلية الذي التف حوله الشعب بكثافة في البداية وساند توجه الرئيس قيس سعيد لم يحقق ما كان مامولا منه من نتائج سيما في القطع مع العشرية الاخيره بكل سلبياتها وهمومها وتحسين ظروف عيش المواطنين حيث اصبحت الحياة صعبة في تونس.ومطلوب من رئيس الدولة قبل غيره ان يعمل على تحسين ظروف عيش الناس وهي اغلى الامانات في عنقه ولا يهم الشعب كثيرا التفاصيل .ويمكن ان تحصن نفسك بالمراسيم التي تنص على عقوبات لكل من يخالفك الراي او ينتقد المسار ولكن لا تستطيع ان تصدر مرسوما يعاقب شعبا باكمله احجم عن الذهاب الى صناديق الاقتراع لانه ليس راضيا او قانعا بالتمشي.ولابد من التدقيق جييدا في نسب المشاركة في هذه الانتخابا سواء كانت 8 فاصل او 11 فاصل ففي كل الحالات هذه النسبة وحدها تدل على ان الشعب له احكامه وهي لا تقبل الطعن او الاستئناف واهم رسالة اراد ان يوجها الشعب الى الجميع هي مطالبة هؤلاء جميعا بالتواضع فلا احد يملك الحقيقة المطلقة ولا احد بامكانه ان يدعى انهالوحيد على صواب والبقية مخطؤون اننا نحتاج الى التواضع في حياتنا وسلوكنا اليومي وخصلة التواضع هي من اهم ما يجب ان يتحلى به الانسان.كذلك نتائج هذه الانتخابات جاءت لتؤكد انه لايمكن بناء الحياة السياسية بدون احزاب او مشاركة هذه الاحزاب في المواعيد الانتخابية. وراينا كيف هذا اثر حتى على نوعية الحملة الانتخابية فجاءت باهته ولم يكد المواطن العادي يشعر ان هناك حملة انتخابية تدوم 21 يوما في البلاد ماعدا بعض الاستثناءات هنا وهناك. ولذلك فان مقاطعة الاحزاب لهذه الانتخابات وعدم المشاركه فيها اثر على النتائج حيث ترك الميدان وحيدا للمتسابقين والتعويل على امكانياتهم الفردية فلم يتمكن اغلبيتهم من الفوز من الدور الاول نظرا لتقارب الامكانيات مما انجر عنه اجراء الجولة الثانية بين صاحب المرتبة الاولى والثانية في كل دائرة وهو ما سيكلف ميزانية الدولة اعتمادات جديدة وسنمر الى جملة انتخابيه ثانية وتحديد يوم اقتراع جديد ومصاريف يوم الانتخاب الى غير ذلك من المتطلبات وفي النهاية كان بالامكان اختصار كل هذا لو ان القانون الانتخابي الجديد كان فيه من المرونه ما يحول دون تطبيق عديد الفصول التي جاء بها القانون الانتخابي الجديد هل سيستوعب الجميع هذه الرسائل وهل سنمر الى مرحلة جديده في حياة تونس السياسية وهل سيقنع الجميع كل في الموقع الذي هو فيه بانه لا احد يملك الحقيقة المطلقة وان التواضع وعدم التمادي في الطريق الخطا هو المطلوب اليوم من الجميع لانقاذ الوطن