كيف يمكن فهم و تفسير زلزال تركيا و سوريا ؟ و ماهي الدروس المستخلصة للإنسانية؟

يعتمد تفسير الكارثة الطبيعية المسماة بالزلازل على " النظرية التكتونية للصفائح "، بحسب كتاب الصف الخامس علمي في باب علم الأرض حيث تصف هذه النظرية الحركات الكبرى لغلاف الأرض الصخري و تعتمد على فرضية الانجراف القاري، إذ تبين أن الغلاف الصخري الصلب نوعان قاري و محيطي و ينقسم إلى صفائح تكتونية.

يدرس " علم الأرض " من ضمن ما يدرس ظاهرة الزلازل ( و كذلك البراكين ) و يتحاج المرء لفهمها و تفسيرها و نمذجتها إلى نظريات و قوانين كما سنرى مستقاة من الجيولوجيا و الفيزياء و الرياضيات أيضا و نجد تخصصات مثل الجيوفيزياء تدرس مثل هذه الظواهر. و مقالتنا بالمناسبة تندرج في إطار محاولة تفسير و فهم الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا و سوريا و قد قال خبراء في الزلازل أن هذا الزلزال الذي بلغ 7 درجات على سلم ريختر يعادل " 500 قنبلة ذرية " ! و أودى بحياة أكثر من 36000 مواطن إلى حد الساعة و العدد قد يكون مرجحا للإرتفاع بالنظر إلى عدد المفقودين تحت الركام و صعوبة محاولات الإنقاذ نظرا لحجم الكارثة و الدمار خصوصا في سوريا التي انهكتها سنين الحرب الأهلية إلى جانب العقوبات الغربية المفروضة على النظام بحكم قانون قيصر و قد رأى العالم بعينية التمييز في المساعدات الدولية المقدمة للدولتين الشقيقتين و سياسة الكيل بمكيالين إذ السوريون لا تدخل إليهم المساعدات إلا عبر معبر واحد بينما الأتراك و الجميع متضررون تنهال عليهم المساعدات. و قد رأى مساعد الأمين العام للأمم المتحدة مارك غريفيث عندما زار مدينة حلب السورية التي يتقاسمها الموالون و المعارضون للنظام حجم و عمق مأساة إخواننا السوريين من ذلك أن الخيام التي قد تخفف عليهم من وطأة البارد القارس نتيجة الثلوج و عدم توفر وسائل التدفئة و المواد الغذائية بالقدر الكافي و في إعتقادي إن كان ثمة مأساة في هذا الربع الأول من القرن الحادي و العشرين فهي مأساة الشعب السوري ( و كذلك مأساة الإخوة اليمنيين ). و قد كانت تونس سباقة من بين الدول العربية في مد يد العون و المساعدة لأشقائنا السوريين و الأتراك من خلال إرسال أكثر من طائرة عسكرية محملة بالأدوية و الأغذية و المؤونة و بطاقم الحماية المدنية و الأطباء و قد كانت مساهمة منظمات المجتمع المدني كالهلال الأحمر التونسي قيمة و قد إستجاب المواطن التونسي التونسي لنداء الواجب و ساهم كل من موقعه بما يستطيع. يعتمد تفسير الكارثة الطبيعية المسماة بالزلازل على " النظرية التكتونية للصفائح "، بحسب كتاب الصف الخامس علمي في باب علم الأرض حيث تصف هذه النظرية الحركات الكبرى لغلاف الأرض الصخري و تعتمد على فرضية الانجراف القاري، إذ تبين أن الغلاف الصخري الصلب نوعان قاري و محيطي و ينقسم إلى صفائح تكتونية. تتحرك الصفائح التكتونية فوق طبقة شبه مائعة بمعدلات سرع و اتجاهات متفاوتة، و هناك ثلاثة أنواع من الحركات الصفائحية ينتج عنها خصائص تركيبية ( بنائية ) و نشاطات بركانية و زلزالية في حاجات هذه الصفائح تميزها من بعضها. و من المعروف أنوالزلازل تعد من الظواهر التي تشير إلى كون الأرض كوكبا ديناميكيا، إذ تؤدي حركة الصفائح التكتونية إلى وقوع الزلازل، إذ يسجل سنويا ما يزيد على 150 ألف هزة أرضية في مناطق مختلفة من العالم. و يتم حاليا إستعمال أحدث التقنيات لتحديد هذه الزلازل و مكان حدوثها و قوتها. و تستعمل الحاسبات الإلكترونية لرسم هذه المعلومات بشكل خرائط يمكن الاستفادة منها في معرفة حدود الصفائح للحصول على معلومات دقيقة عن باطن الأرض و لوحظ أن تزويع الزلازل و كثافتها ليس منتظما فوق سطح الأرض، بل إن الشبكة الزلزالية مرتبطة بعدد من الظواهر الطبيعية كوديان التصدع و المرتفعات المحيطية و الأحزمة الجبلية و السلاسل البركاني و الفنادق المحيطية. يتولد الزلزال أو الهزة الأرضية عندما تتعرض الصخور إلى ضغوط عالية تزيد على حدود المرونة للمادة، يؤدي ذلك إلى حدوث تكسر و تحرر للطاقة بصورة مفاجئة على شكل موجات زلزالية تنتقل كما تنتقل موجات الماء عند رمي حجر فيها. و يعتبر مقياس ريختر، مقياس لوغاريتميا لقياس قوة الهزات الأرضية و يتكون من 10 درجات و يقيس حركة الأرض الناجمة عن الهزة الأرضية. و من المعلوم أن الفرق بين درجتين على مقياس ريختر يعني فرقا بين قوتي زلزالين يبلغ نحو 32 ضعفا. يسجل العلماء قوة الزلازل باستعمال جهاز السيسموغراف يوضع على سطح الأرض و حين تصل الموجات الزلزالية إلى الجهاز يؤشر الجهاز سجلا زلزاليا لتحديد المركز السطحي للزلزال ( هو النقطة التي تقع عند صدع من الصداع على سطح الأرض مباشرة فوق بؤرة الزلزال فهي النقطة التي تقع في باطن الأرض و تبدأ منها الهزة الأرضية ). و لو بقينا في نفس سياق الزلزال الذي ضرب كل من تركية و سوريا و إمتدت إرتداداته إلى كل من لبنان و فلسطين خلال الأسبوع الماضي، تعنى أسباب التدمير إلى انتشار الموجات الطولية التي تنتشر من المركز السطحي للزلزال. تعتمد قوة الهزة الأرضية على : كمية الطاقة المتحررة، و المسافة من مسقط الهزة الأرضية على السطح و نوعية الصخور و درجة صلابتها. و ختاما إن من بين الدروس و العبر من هذه الكارثة الطبيعية أن العرب و المسلمين و المجتمع الدولي بحاجة أكثر إلى مزيد من التعاون و التضامن في إطار ما أسماه الفيلسوف التونسي فتحي التريكي ب " الفلسفة التضامنية " من أجل حفظ كرامة الإنسان و المواطن و حفظا للنوم البشري و لكوكب الأرض.

المزيد من مقالات هذا العدد

حفل تقديم كتاب ربيع بلا زهور ورواية حدث في تلك الليلة

بدعم من بلدية سيدي بوزيد ينظم منتدى مرآة الوسط الثقافي بالشراكة مع المكتبة العمومية شارع الحبيب بورقيبة بسيدي بوزيد يوم الجمعة 17 فيفري لقاء ثقافي مع الكاتب والاعلامي محمود الحرشاني في اطار نادي الكتاب بالمكتبة لتقديم كتابه الجديد // ربيع بلا زهور // وكذلك روايته الحدث // حدث في تلك الليلة // ورواية ولد الموجيره التي كتبها باللهجة الدارجه التونسية

The Asian American Small Business Shopping Guide

كيف يمكن فهم و تفسير زلزال تركيا و سوريا ؟ و ماهي الدروس المستخلصة للإنسانية؟

المجلس الاقتصادي والاجتماعي ذهب المجلس ولم تبق منه الا العلامه التي تشير الى مقره

مقال // الهجرة غير النظامية وهجرة الادمغة وجهان لعملة واحدة

تونس اليوم بلا صحافه جهويه مكتوبه؟

بمناسبة اليوم العالمي للغه العربية .هل تساهم العربيه اليوم في تحقيق التجديد الحضاري للعرب . بقلم الدكتور الصحراوي قمعون

الدكتور احمد القديدي يكتب لكم عن كتاب الضاوي موسى حول بطولات الجنوب

ضوابط الفعل وحدود اللعبة

النشرة الإخبارية

المزيد من مقالات هذا العدد

حفل تقديم كتاب ربيع بلا زهور ورواية حدث في تلك الليلة