من رحم الألم و من الوجع و الألم يولد الأمل ذلك هو الدرس المستخلص و العبرة المستقاة من التونسيين رجالا و نساء شيبا و شبابا في الداخل و في الخارج. و لست أبالغ أننا تعودنا في تونس على خوض غمار أم المعارك السياسية بكل جرأة و بطولة و شجاعة. شخصيا لم أفقد الأمل أو الثقة يوما ما في الشعب التونسي و لا في بعض قادته و كنت في أحيان كثيرة أقدم المبررات و التعليلات و البراهين و الحجج على ما يكفي للوقوف إلى جانب أي رئيس يبدي صدقا تجاه أبناء شعبه. و قد جعلت مقالي الأسبوعي ، متماشيا مع تطورات الأحداث في البلاد و الحدث الأبرز خلال أكثر من أسبوعين و هذه الأيام و التي تليها هو بدون أدنى شك " الانتخابات التشريعية " عن نتائج الدور الأول و تدارس ما بعدها. و من المعلوم أن جوهرها هو البناء القاعدي أي الانتخابات على الأفراد لفترة نيابية تمتد لخمس سنوات قادمة. شارك ما لا يقل عن قرابة مليون تونسي في الانتخابات الحالية( 1025418 ) و هو عدد هام جدا إذا نظرنا للمقاطعين لأي سبب من الأسباب. و من المتوقع أن تظهر بشائر الفرح و الرضا على عديد الفئات إذا ربطنا ذلك بتأثيراته على مستقبل البلاد الاقتصادي. و مما تجدر الإشارة إليه هو تواصل التصويت في مناطق معينة خلال الدور الثاني لبعض الدوائر إلى ما بعد الثامنة ليلا على غرار مدينة جربة و مدينة جرجيس من ولاية مدنين. هذا و قد بلغت النسبة في السادسة مساء من نفس اليوم ، نسبة 8,8 % بعد أن كانت 7,19%. بينما بلغت في أحد الدوائر الانتخابات بتطلعين و هي رمادة الذهيبة 20% مدى مصداقية هذه الانتخابات مقارنة بسابقاتها. هذا و قد انتقدت أحزاب و تنظيمات سياسية معارضة هذا الحدث الانتخابي مثل الحزب الجمهوري و الدستوري الحر و حزب آفاق تونس و شخصيا أتساءل ما الذي يجمع هاته الأحزاب من نقاط مشتركة بينما دعمت أحزاب أخرى بقوة هذا المسار منذ اليوم الأول مثل حزب حركة الشعب. إن العمل السياسي يفترض وجوبا هذا وجود أخلاق و من تلك الأخلاق حب الخير للمواطنين و في ذلك تكريس لمبدا الحقيقة التي هي نور ساطع و أرى أنه لا بد من إقرار الحق كمطلب أسمى و شرط قوي لنجاح الحياة السياسية بخصوص وجود بعض التجاوزات الخطيرة الذين يوزعون المال الفاسد و غير ذلك. بالأمس ، أقامت الهيأة العليا المستلقة للإنتخابات ندوة صحفية قدمت خلالها آخر المعطيات بخصوص المترشحين الذين وقع إلغاء أسماؤهم و من بيهم مرشح أو مرشحين من منزل بورقيبة التابعة لولاية بنزرت. و قد تحدثت عن وجود طعون. هذا و قد دعا مركز كارتر للديمقراطية، وهو نادي تفكير أمريكي حول العمل السياسي و بناء الطاقات الشبابية إلى تفعيل مبادرات سبق و أن اشتغلنا عليها في تونس و صارت واحدة من نقاط القوة في هذا البلد الا وهي التوافق على مشروع وطني جامع يؤلف بين قلوب التونسيين على حد السواء و يجمعنا على رغم بعض الاختلافات البسيطة على هدف واحد و هو مصلحة تونس فوق كل اعتبار بعيدا عن الفوضى و البضغاء و الاحقاد و يحدونا دوما امل كبير في إرساء الأمن و السلم الأهلية و تحقيق الاستقرار المنشود. الهيئة العليا المستلقة للإنتخابات نبهت و عثرت على مرشحين تجاوزوا قواعد اللعبة الانتخابية مع بعض المواطنين بعد تقديم الطعون . و تم إيقافهم في وقت يجري فيه الاعداد للجولة الثانية المبرمجة يوم 29 جانفي من هذا الشهر، و قد تم دعوة مختلف الأطراف من ملاحظين و صحفيين للإشراف و التغطية و مواكبة الحملة و قد انطلقت ليلة يوم أمس الخميس 19 جانفي ، المناظرات التلفزية بين باقي المترشحين للدور الثاني فحظ باقي للهم و ليكن النجاح حليف الأفضل منهم. و نرجو إقبالا من المواطنين أكبر بكثير من الدور الأول.