ضوابط الفعل وحدود اللعبة ؟ بقلم د :نورالدين الحاج محمود. لقد حصل التغير على مستوى هرم النظام السياسي في تونس وتم ابعاده باعتماد العديد من الطرق الشرعية واللاشرعية ،الداخلية والخارجية ،لكن الاهم من كل هذا هو اننا لم نؤسس للجيد والجميل وما يمكن ان ينفع ويفيد على مستويات عدة ،وهذا مدلل من خلال المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والقيمية دون الحديث عن الانحدار المريع والسقوط المتهاوي في المجال السياسي ،الذي ابان متدخلوه على محدودية بينة في التعاطي مع القضايا. الحارقة والملفات الساخنة ،التي كان بالامكان التعاطي معها بشكل شفاف متمثل في تناول القضاء لمعالجة الاخلالات التي حصلت بعيدا عن ما يسمى بالمشهدية والاثارة وشد الانتباه التي تبنته وسائل الاعلام المسموعة والمرئية بوعي وغير وعي و التي لم تكن على مستوى عال من بناء خطاب اعلامي واتصالي هادف ومركز على البناء والتاسيس لا على الهدم والتدمير الذي لوحظ منذ 2011 ،والذي تركز على التشفي وتصفية الحسابات وابعاد واستبعاد الكفاءات التي هربت واثرت الابتعاد. ممارسة الفعل دون ضوابط: يخضع كل فعل مهما كانت طبيعته ونوعيته الى ضوابط مهنية تبعده عن الفوضى والتردد والوقوع في الرداءة والسقوط في اللاخلاق التي وقع فيها الكثير ،وللاسف انطلاقا ممن قدم نفسه مصدر الخلاص وموقع الايمان ومحرر البلاد والعباد من الخطيئة والفساد التي كان يعاب على النظام السابق انه مصدرها فاذا بالجماعة التي اتت هي مدرستها وعنوان التشريع الى ثقافة الفساد وتجاوز القانون والتاسيس الى واقع جديد غريب لا صلة له بما هو موجود محليا وممارس عالميا. لقد كانت السنوات الاخيرة ،سنوات الفقر والخصاصة والبطالة والتسول والحاجة والتهور في مجالات متعددة ،مؤسسية وغير مؤسسية ،فالجميع ممن امسك باللعبة اظهر ما لديه من محدودية الاضافة والعجز على البناء والافادة والتركيز على ترسيخ قيم تخرج البلاد من ازماتها المتعددة التي لم نجد الوصفة المناسبة للتجاوز و الاقلاع ،لقد بقينا في دائرة المصيدة ندور حوالينا ،دون ايجاد ما نحن فيه من مخرج ،بل انبرينا في المزايدات والاضرابات وقلة العمل والانخراط في التهريب والارهاب الذي لم يكن له وجود في تونس قبل 2011. علينا بضرورة الوعي بحدود اللعبة : لكل لعبة حدودها وفاعلوها زمنيا ومكانيا ،وبالتالي لا بد من الوعي بان اللعبة التي انطلقت في السنوات الاخيرة كانت هزلية في ان وماساوية في ان اخر ،لان ابطالها لم يكونوا في المستوى ركحيا وابداعيا ،لان اللعبة تتطلب ابداعا واتقانا في ادارة المشهد الذي بقي وللاسف بدون محتوى جيد يفيد البلاد التي ما زالت تبحث عن الخلطة الكيميائية المناسبة للدواء النافع المناسب.