كلمة أولى إلى قارئ هذا الكتاب بقلم : محمود صالح الحرشاني منذ سنوات وأنا أكتب المقال السياسي في عديد الصحف والمواقع الالكترونية التونسية والعربية، حتى تجمعت لدي مئات المقالات التي استطعت أن أحافظ عليها وضاعت مني مئات المقالات الأخرى، لعدم حرصي في البداية على حفظ هذه المقالات، وعندما عدت اليوم إلى تجميعها من المواقع التي نشرت بها وجدت أن الكثير منها قد ضاع ولم يعد موجودا... وما استطعت تجميعه من هذه المقالات يمكن أن يشكل مادة لأكثر من كتاب. وقد ترددت في البداية على الدفع بهذا الكتاب الذي يضم مجموعة أولى مختارة من المقالات إلى النشر لسببين اثنين، السبب الأول خوفي من ردة فعل القراء الذين قد لا يرون جديدا في هذه المقالات باعتبارها قد نشرت سابقا، وقد يكونوا اطلعوا عليها وتفاعلوا معها في حينه. وأما السبب الثاني فهو إيماني رغم أن لي تجربة سابقة في مجال نشر المقالات مجمعة في كتب. إن هذا الصنف من الكتب ما زال لم يجد حظه في مجال النشر في تونس رغم تعدد التجارب في السنوات الأخيرة … وشخصيا نشرت ثلاثة كتب في هذا اللون من الكتابة وهي كتاب "بين الأدب والسياسة" و"فيض الوجدان" و"رائحة الأرض" و"بيننا تبقى الكلمة". وها أنا أضيف إلى كتبي السابقة، هذا الكتاب الجديد الذي اخترت له عنوان "ربيع بلا زهور" وأغلب مقالات هذا الكتاب، وهي مقالات سياسية بالأساس، نشرت في مواقع وصحف مشهورة مثل مواقع رأي اليوم والميادين وأنباء تونس والثقافية التونسية وأيضا جريدة الصباح التونسية ..ومهما كانت ردود الفعل، فأنا سعيد بنشر هذا الكتاب الجديد لأكثر من سبب، أولها أن هذا الكتاب بما يتضمنه من مقالات هو شهادة صحفي محايد لم ينتم إلى أي حزب منذ سنة 2011 حول ما عاشته تونس من أحداث سياسية واقتصادية واجتماعية، أهمها الزلزال الذي أطاح بنظام بن علي وكذلك ما كابدته تونس من مصائب بعد ذلك في ظل حكم الهواة الذين يفتقد أغلبهم إلى الحكمة والتجربة مما ساهم في استشراء الأزمة وحوّل ما بشّرونا به في بداية سنة 2011 بالربيع العربي المزهر إلى ربيع حالك بلا زهور، تردت فيه أوضاع البلاد في جميع المستويات، وتحوّل هذا الربيع المزعوم إلى كابوس يخنق أنفاس التونسيين. ومن هنا، جاء اختيار العنوان الجامع لمقالات هذا الكتاب وهو "ربيع بلا زهور" نبتت على جنباته الأشواك الدامية بدل الزهور الفواحة. محمود صالح الحرشاني في 04 جانفي / يناير/ 202
The Asian American Small Business Shopping Guide
Check It Out
