محفوفة بعديد الاسئلة عن ابعادها وعن اهميتها على المستويين الثنائي والدولي ومتعدد الاطراف تاتي مشاركة الرئيس قيس سعيد في القمة الامريكية الافريقية التي دعت لها واشنطن ويشارك فيها القاده الافارقه من رؤوساء ورؤوساء حكومات. والثابت والاكيد ان الولايات المتحده الامريكية تدرك اليوم قبل غيرها اهمية القاره الافريقية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وهي تسعى اليوم بكل جهودها الى ان يكون لها موقع ودور اساسي في القارة السمراء ولا تريد ان تكون حارج هذا السباق المحموم اليوم بين الدول الكبرى او الاكثر ثراء للتواجد في افريقيا ... وهي تنظر اليوم بعين اليقظه والحذر الى العملاق الصيني الذي يسعى بكل جهوده الى الامتداد داخل الفضائين العربي والافريقي. ومنذ اسبوع فقط كانت هناك قمة في الرياض لبحث التعاون العربي الصيني واكيد ان الولايات المتحده الامريكيةلا يفرحها كثيرا هذا التوسع الصيني باتجاه العالم العربي والقاره الافريقية بل هي تسعى الى تحجيمه بكل الطرق... ومن هنا اهمية هذه القمة التي تاتي مباشرة بعد قمة الرياض حول التعاون العربي الصيني لتبحث موضوع العلاقات الامريكية الافريقية.واذا كان هو ظاهر الموضوع فان المواضيع التي ستظرح في هذه القمة لن تقف عند حد المسائل الاقتصاديةبل سيتجاوز الامر ذلك الى المسائل السياسية والامنية خاصةوالثقافيه والاجتماعية وفي مقدمة هذه القضايا والمسائل قضايا حقوق الانسان والديمقراطية و ومكافحة الارهاب وايجاد حلول للنزاعات الاقليمية. وليس بخاف على احد ان الولايات المتحده الامريكية تدرك اهمية الموقع التونسي جغرافيا وسياسيا في معالجة كل هذه القضايا الكبرى فتونس بالنسبة لامريكا ليست مجرد دولة في القاره الافريقية بقدر ماهي بوابة افريقيا وبوابة اوروبا وتحتل موقعا استراتجيا في العمق المتوسطي علاوه على المكانة التاريخية لتونس التي تؤهلها الى ان تكون نجمة افريقيا على الدوام التي لا يخبؤ نورها . وبامكانها ان تلعب دورا استراتجيا في القاره الافريقية.وعلى هذا الاساس فان مشاركة الرئيس قيس سعيد في القمة الامريكية الافريقية تعد هامه ولا يجب ان تكون مجرد مشاركه للمشاركه بالاستناد الى عراقة العلاقات التونسية الامريكية. وتحف بهذه المشاركه للرئيس قيس سعيد في هذه القمة عديد التساؤلات.ومن اهمها هل يسعى الرئيس قيس سعيد اليوم الى كسب تاييد دولي وامريكي خاصة للتوجه الذي انتهجه ومسار 25 جويلية ونحن نعلم ان امريكا لا تنظر بعين الرضا الى هذا النهج وهي تطالب دوما بالعوده الى المسار التشاركي في الحكم وعدم التراجع في المسار الديمقراطي الذي دخلته تونس بعد سنة 2011 والذي يضمن مشاركة واسعه لكل الاطياف والعائلات السياسية وعدم المساس بالحريات الفردية والجماعية وحقوق الانسان وحرية التعبير والفكر. هل سينجح الرئيس قيس سعيد باقتاع الجانب الامريكي بسلامه توجهه السياسي الذي ينتهجه بعد 25 جويلية وهل سينجح الرئيس قيس سعيد في اقناع الجانب الامريكي بعدم المساس بالمسالة الديمقراطية والتشاركيه في الحكم والبلاد مقبلة على انتخابات تشريعية سابقة لاوانها.والاهم هل سينجح الرئيس قيس سعيد في تبديد شكوك امريكا تجاه المسار الذي دخلت فيه تونس بعد25 جويلية وان الخطوات التي تلت 25 جويلية ومنها انجاز دستور جديد وصدور قانون جديد للانتخابات واجراء انتخابات تشريعية سابقة لاوانها تندرج كلها في سياق تحرير البلاد مثلما يعتقد الرئيس قيس سعيد من الفاسدين والخونه ومن نكلوا بالشعب على امتداد عشر سنوات ونهبوا الخيرات الوطنيه.اسئلة عديده تطرح في سياق وضع مشاركة الرئيس قيس سعيد في القمة الامريكية في سياقها وهل سينجخ الرئيس قيس سعيد بعد هذا في ضمان تاييد امريكا للطلب التونسي من صندوق النقد الدولي وهل ستقتنع امريكا بكل ما سيقدمه الرئيس قيس سعيد للتدليل على سلامة التمشي الذي ينتهجه واسلوب الحكم الذي يقوم به البلاد نحن جميعا مع الرئيس قيس سعيد في ان تونس دولة حرة مستقلة ذات سياده واننا جميعا نرفض الاملاءات من الخارج حتى وان كانت من امريكا ذاتها ...ولكن المصالح السياسية تقتضي احيانا المهادنه وليس التنازل وفي البال ما كان يحظى به الزعيم الحبيب بورقيبة من تقدير كبير من الجانب الامريكي وما خصه به الرئيس الراحل كندي من استقبال لم يحظ به اي رئيس دولة اخر ولكنه في نفس الوقت عندما تطلب منه الامر ان يتخذ موقفا وطنيا تاريخيا لم يتردد عندما هاجمت اسرتائيل منطقة حمام الشط فاستعى الزعيم الحبيب بورقيبة على عجل سفير الولايات المتحده الامريكية بتونس وطلب منه ابلاغ السلطات الامريكية انه انه اذا ما استعملت امريكا حق الفيتو لاسقاط الشكوى التونسية ضد اسرائيل باعتبارها دولة معتدية فانه سيقطع العلاقات مع امريكا.وهو موقف وطني يحفظه التاريخ للزعيم الحبيب بورقيبة رغم ما يحمله من ود لامريكا.
The Asian American Small Business Shopping Guide
Check It Out
