The Asian American Small Business Shopping Guide

Check It Out

الذكاء الاصطناعي ومستقبل الكتابة الصحفية (1/2)

تطالعنا الأخبار القادمة من الشمال الغربي الصناعي، كل يوم بسيل متدفق من الفتوحات التكنولوجية في مجال تطوير روبوت الدردشة وتوليد الكتابة النصوصية الملقب ب "تشات جي بي تي " بأجياله المتلاحقة وهو لازال وليدا حديث العهد منذ سنة فقط ، متسائلة عن مدى الصراع بين التفكير البشري الطبيعي والتفكير الروبوتي الإصطناعي ، وهل سيدمر الذكاء الاصطناعي القدرة البشرية على التفكير والكتابة ، وهل ستصبح الكتابة الإبداعية التعددية أداة ووسيلة أحادية منمّطة لا فرق فيها بين كتابة المقال الصحفي أو الرواية، وكتابة نشرية أو كاتالوغ تجاري، مما يجعل الإبداع يتحول إلى نسخ أوتوماتيكي لنفس المحتوى الخاضع لعملية (إنسخ / ألصق) الحالية،

) الذكاء الاصطناعي ومستقبل الكتابة الصحفية (1/2) كيف أصبح الذكاء الاصطناعي مساعد الصحفي والقاضي بقلم د. الصحراوي قمعون صحفي باحث في علوم الإعلام والصحافة في الوقت الذي تعاني منه الصحافة التونسية والعربية من الركود والذبول حد الموت البطيء والاندثار، ولم تقدر حتى على تحقيق انتقالها من الورقي إلى الرقمي، تتسابق الصحف ومختلف وسائل الإعلام في العالم الغربي المتقدم في كسب سباق توظيف الذكاء الاصطناعي في مجال الصحافة والكتابة الصحفية لإعطائها حياة جديدة، انسجاما مع سيطرة هذا الذكاء الروبوتي راهنا ومستقبلا على مختلف جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفكرية . وتطالعنا الأخبار القادمة من الشمال الغربي الصناعي، كل يوم بسيل متدفق من الفتوحات التكنولوجية في مجال تطوير روبوت الدردشة وتوليد الكتابة النصوصية الملقب ب "تشات جي بي تي " بأجياله المتلاحقة وهو لازال وليدا حديث العهد منذ سنة فقط ، متسائلة عن مدى الصراع بين التفكير البشري الطبيعي والتفكير الروبوتي الإصطناعي ، وهل سيدمر الذكاء الاصطناعي القدرة البشرية على التفكير والكتابة ، وهل ستصبح الكتابة الإبداعية التعددية أداة ووسيلة أحادية منمّطة لا فرق فيها بين كتابة المقال الصحفي أو الرواية، وكتابة نشرية أو كاتالوغ تجاري، مما يجعل الإبداع يتحول إلى نسخ أوتوماتيكي لنفس المحتوى الخاضع لعملية (إنسخ / ألصق) الحالية، وفيها تنسخ أعداد ونسخ من نفس المقال أو نفس الصورة من الأصل . وتصبح النسخة الجديدة بعد ذلك هي الأصل الجديد للجيل الجديد ، الذي يقبلها المتلقي وسط الزحام والضجيج ونسق السرعة الالكترونية. وقد ينسى الماضي ويصبح أسير المستقبل، لاهثا وراءه بكل السبل . وهكذا دواليك. كانت كل هذه الإشكاليات الحضارية مطروحة في العقود الأخيرة حول التحولات الاجتماعية في المجتمعات الصناعية أو النامية وخاض فيها علماء الاجتماع والإعلام والاتصال وفلاسفة العلوم ضمن مدارس فكرية توسعت في مجالات المعرفة الإنسانية. ولكن الزحف الالكتروني طال اليوم جوانب جوهرية في الفكر الإنساني حين شمل التغيير جانب الإبداع الصحفي أو الأدبي بدخول مولد النصوص الصحفية أو الأدبية الالكتروني ميدان المعركة الفكرية . وخلال السنتين الماضيتين منذ انتشار وباء الكوفيد عبر العالم عام 2020 واضطرار الناس إلى المكوث الإلزامي في منازلهم لأشهر بسبب حظر التجوال، استنبطوا أساليب عمل عن بعد في كل المجالات الاقتصادية والفكرية وفي مجال الكتابة الصحفية الجديدة . وتزايدت في هذا المجال استعمالات الكمبيوتر والذكاء الاصطناعي التوليدي للكلمات والجمل والنصوص الذي كان محصورا في بعض أعمال مساعدة مستخدمي المكتبية الشائعة في مجال كتابة الرسائل الالكترونية وابتكار حملات إعلامية وإنشاء نصوص اجتماعات ومحاضر جلسات وإدخال تواريخ توثيقية لأرشفة أحداث مشتتة وإنشاء صفحات "باور بوينت" جاهزة للاستعمال الذكي والمبسط وذلك بشكل فوري تقريبا . وتوسع الأمر خلال تلك السنتين الماضيتين بشكل تجديدي يومي ليطال توليد النصوص التحريرية من طرف الروبوت حيث عمدت صحيفة "الغارديان" البريطانية إلى طلب مقالات صحفية من تحرير الروبوت الصحفي نشرتها في نسختها الورقية والإلكترونية في سبتمبر 2020 وحازت على إعجاب القراء والمبحرين الذين أثنوا على المحرر (الالكتروني) وعلى كم المعلومات الثرية التي يوردها في مقالاته التي اطلعوا عليها لأول مرة . واليوم أصبحت الشبكة الكبرى للانترنات، تحفل المدونات الالكترونية بالكثير من المقالات التحليلية التوثيقية التي صاغها أو "حبَّرها" الكمبيوتر، ولايستطيع أحد اكتشاف طابعها البشري أو الاصطناعي . وهي تتطرق إلى مواضيع الساعة الحارقة مثل التضخم والحروب الإقليمية مثل الحرب الأوكرانية الروسية وقضايا الفساد وتبييض الأموال في العالم القريب والبعيد والحريات والديمقراطية . وفي غضون ذلك أصبح كل الخلق والإبداع يمر عبر الخوارزميات التي زود بها الكاتب الصحفي الصناعي، حسب الزاوية والأجندا والخط التحريري للمدونة أو الموقع الالكتروني، في عالم يختلط فيه الغث بالسمين والواقعي بالخيالي. وهو ما يتطلب إجراء تحوير في سلم الاولويات والبث والتلقي ومعاودة البث . بل إن الأجناس الصحفية المعروفة والتي تزيد عن ثلاثين جنسا، مدعوة إلى التأقلم مع الظاهرة الجديدة. وكذلك الأمر بالنسبة لسلسلة المسؤولية التحريرية في قاعة الاخبار "نيوز روم" وفي الداسك الإخباري . وكما اندثرت تسمية "رئيس قلم التحرير" السائدة في القرن الماضي وعوضها "رئيس التحرير" فان هذه التسميات المنظمة لأمانة أو سكرتارية التحرير مدعوة إلى أن تترك مكانها لعبارات معبرة عن المشهد الإعلامي الإصطناعي ومنها مثلا " إدْمِينْ" أو "إدْمِينَةْ" الصفحة الالكترونية، أي المسؤول عن "إدْمَنَةِ" وإدارة الصفحة أو الجريدة الاصطناعية . ويفتح ذلك بالمناسبة عالما جديد أمام اللغة العربية للتأقلم مع مستجدات العصر الالكتروني، كما تأقلمت الكتابة التحريرية العربية مع الكتابة الصحفية الناشئة منتصف القرن التاسع عشر مع كل رواد النهضة الصحفية العربية رفاعة الطهطاوي في مصر وأحمد فارس الشدياق في لبنان والجنرال حسين في تونس، باعث جريدة الرائد التونسي في جويلية 1860 . وإذا كانت عملية الانتقال التحريري مازالت في بداياتها المحتشمة، فإن الغالب أن التوجه الاصطناعي سيشمل القطاعات الإبداعية عموما في ظل سيطرة الخوارزميات على كل مناحي الحياة السياسية والإعلامية سواء في البلدان الديمقراطية الكاملة والعريقة أو في البلدان السارة في طريق النمو والديمقراطية ، وهو أمر لم يعد خافيا على أحد من العامة أو الخاصة. وتتوالي في هذا المسار المستقبلي صرعات الموضة الاصطناعية حيث سجل في أخبار الأيام الأخيرة في كولومبيا بأمريكا اللاتينية إعلان أحد القضاة أنه استعان بالروبوت لتجميع النصوص القانونية حول جريمة وأصدر حكما فيها على ضوء العمل التجميعي للوثائق التي قام بها الروبوت الذي كان بمثابة مساعد القاضي. وهو نفس الدور الذي يمكن أن يقوم به الروبوت كمساعد صحفي، بعد أن ظل كل من القاضي والصحفي يعتمد خلال العشرين سنة الماضية علي شبكة الأنترنات وعلى الموسوعة العالمية سواء العامة منها أو المتخصصة لإنجار عمله . وأصبح من النادر اليوم أن ينجز أي صحفي تحقيقه الصحفي دون العودة إلى الشبكة العنكبوتية التي عوضت أقسام التوثيق الورقية في قاعات التحرير الصحفي واقسام الدوائر في أروقة المحاكم. تحديات عصر الكتابة الالكترونية واليوم وقد بدأت أليات العصر الالكتروني تفرض نفسها قسرا وبسرعة قياسية على الباثين والمتلقين/ الباثين ،على حد السواء، في مجال الكتابة، تصبح اللغة المختصرة والهجينة التي تحاول إبلاغ الفكرة بأقل عدد ممكن من الكلمات المبرمجة بالخوارزميات ، هي وسيلة التعبير الجديدة عن مجالات الحياة الجديدة المهددة. ويصبح الإنسان سجين الخيال الكتابي ذي الأبعاد الكتابية المحدودة المحبوسة في سجن خوارزميات الكتابة الالكترونية الاصطناعية القادمة. وفي مسار التعليم يمكن للذكاء الاصطناعي إحداث ثورة كبيرة في تعليم الكتابة الالكترونية بفضل قدرة البرمجيات الذكية على تقديم محتوى دسم للطلبة بأساليب مستحدثة وطرق منهجية لم يتمكن المدرسون من القيام بها لضعف في التكوين والثقافة العامة لديهم، مع طلبة أصبحوا يكرعون معهم من نفس المعين والمصدر المعرفي المتاح للجميع، ولم يبق لهم من رأسمال غير تعليم المنهجية أساس العمل التعليمي الجامعي بالخصوص . كما يمكن للذكاء الاصطناعي كشف المحتوى المنتحل وفضح الأساليب المسروقة من هنا أو هناك لأنها تظل مخزنة في اللوح المحفوظ للسجلات التوثيقية لشبكة الأنترنات الموجود في مقر غوغل بولاية كاليفورنيا الامريكية . وبذلك يستطيع الذكاء الاصطناعي تفادي الغش الكتابي والسرقات في اغراض الكتابة . كما يسمح على مستوى المحتوى، بالقضاء على الشقشقة اللفظية التي يعمد إليها كُتاب الكتابة البشرية في السابق بفعل تأثيرات التوجهات الإيديولوجية أو الدينية أو غيرها والتي ينطبق عليها مثال العرب القديم "تسمع جعجعة ولاترى طحينا". واذا كانت البرمجيات الذكية لأخر صيحة علمية تحمل اسم العالم العربي في الجبر والفلك وعلوم الفضاء وهو أبو عبدالله الخوارزمي زمن الدولة العباسية المزدهرة علميا ، فإنها مبرمجة على التعامل الكامل اليوم وغدا على اللغة الانجليزية قبل غيرها من لغات العالم بما فيها العربية والصينية باعتبار مفتاح العلوم والبحوث لازال في معقل الولايات المتحدة الامريكية وأوروبا إلى حين

المقالات الواردة في هذا العدد
April 2023
تابعنا على اخبار جوجل

المزيد من مقالات هذا العدد

استغاثة الأرض و عودة الروح إلى العمل العربي المشترك

ندرة المياة و سنوات القحطاني التي تعرفها بلادنا وهي ليست استثناء حيث انعقد مجلس وزاري برئاسة نجلاء بودن لتدارس منسوب المياه في السدود التي تعاني نقصا تجاوز الحد الطبيعي و سبل التصرف في ما هو موجود و كيفية إيصال كميات منه إلى المواطنين في مناطق نائية من بلادنا في الأرياف و تشكو خصوصا معتمدين القيروان من شح و نقص شديد في الماء الصالح للشرب. إذ لا بد من حسن التصرف في المياه المستعملة كميات التطهير المستعملة في الري الفلاحي. و تجري الاستعدادات على مستوى وزارة الفلاحة و الشركة التونسية لاستغلال و توزيع المياه بهدف تأمين صيف في ظروف

اقرأ المزيد >>

احتفاء برواية حدث في تلك الليلة للكاتب محمود الحرشاني في اطار ليالي تقموته الثقافية

رواية حدث في تلك الليلة للكاتب محمود الحرشاني هي رواية تاريخية بامتياز واستطاع الكاتب ان يتسلح بجرأة كبيرة في النفاذ الى المسكوت عنه في مرحلة من أدق أخصب مراحل تاريخ تونس ومحمود الحرشاني القادم الى عالم الرواية من عالم الصحافة استطاع بمهاره عالية ان يثبت وجوده في كتابة الرواية الحديثة كما اثبتها في عالم الصحافة

اقرأ المزيد >>

وزيرة الشؤون الثقافية تشرف على احياء وزير الثقافة الاسبق البشير بن سلامة

اعتبرت الدكتورة حياة قطاط القرمازي أن إحياء أربعينية الفقيد البشير بن سلامة يندرج في سياق إعتراف بلادنا بالجميل لقاماتها السامقة في مختلف المجالات فهم بناة هذا الوطن ومبدعيه الذين صنعوا الماضي والحاضر لنتطلع إلى مستقبل أفضل يتكفل بتحقيقه الجميع، كما يؤكد أن المسؤولية السياسية تكليف وعمل لا تشريف وقد أثبت الراحل كفاءة واقتدارا عاليين في الادارة الثقافية ورسم التوجهات الاستراتيجية المسيرة للقطاع، كما راكم إنتاجه الأدبي،

اقرأ المزيد >>

الذكاء الاصطناعي ومستقبل الكتابة الصحفية (1/2)

تطالعنا الأخبار القادمة من الشمال الغربي الصناعي، كل يوم بسيل متدفق من الفتوحات التكنولوجية في مجال تطوير روبوت الدردشة وتوليد الكتابة النصوصية الملقب ب "تشات جي بي تي " بأجياله المتلاحقة وهو لازال وليدا حديث العهد منذ سنة فقط ، متسائلة عن مدى الصراع بين التفكير البشري الطبيعي والتفكير الروبوتي الإصطناعي ، وهل سيدمر الذكاء الاصطناعي القدرة البشرية على التفكير والكتابة ، وهل ستصبح الكتابة الإبداعية التعددية أداة ووسيلة أحادية منمّطة لا فرق فيها بين كتابة المقال الصحفي أو الرواية، وكتابة نشرية أو كاتالوغ تجاري، مما يجعل الإبداع يتحول إلى نسخ أوتوماتيكي لنفس المحتوى الخاضع لعملية (إنسخ / ألصق) الحالية،

اقرأ المزيد >>

الصحفية وقارئة الاخبار على الوطنية الاولى نجوى الفالحي باشا نجمة غلاف عددنا الجديد

اختارت اسرة تحرير الثقافية التونسية الصحفية وقارئة الاخبار على القناة الوطنية الاولى نجوى الفالحي باشا لتكون نجمة غلاف العدد الجديد من الثقافية التونسية وذلك تكريما لها على تميزها في تقديم الاخبار.وضيقتنا هي صحفية وقارئة اخبار متمكنة.

اقرأ المزيد >>

افتتاح معرض « العين الثالثة » للرسامة ليلي قدرية بالمركب الثقافي بالمنستير

وطرحت هذه الفنانة التشكيلية عبر لوحاتها المعروضة والتي رسمتها خلال الفترة 2021-2023 محور المرأة في بعدها الكوني، وحاولت النبش في أعماق المرأة ودواخلها، فرسمت المرأة التي ترمز إلى الكون وإلى الأنوثة، والمرأة متعددة الشخصيات، والمرأة المعطاءة، والقوية التي لا تعرف اليأس وتحاول أن تتقدم باستمرار وإن سقطت تعاود الوقوف لمواصلة السير.

اقرأ المزيد >>

ولد الموجيره. اصدار جديد للكاتب محمود الحرشاني

ويمثل أبطال الرواية شرائح مختلفة من المجتمع التونسي بما فيها الشخصية المحورية في الرواية السبتي أو « ولد الموجيره » الذي قست عليه الظروف منذ ولادته بعد وفاة أمه وزواج والده من جديد ، ليفقد توازنه العاطفي وأصبح شبه منبوذ من سكان القرية ،في حين كانت الشخصية المحورية الثانية في الرواية التركي المتعجرف والقادم هو الآخر من مسقط رأس السبتي والذي فشل في دراسته واطرد من المدرسة.

اقرأ المزيد >>

برنامج الدورة الثانية لايام تقموتة الشعرية بسيدي بوزيد ندوات واسمار شعرية

برنامج الدورة الثانية لايام تقموته الشعرية بسيدي بوزيد خلال النصف الثاني من شهر رمضان

اقرأ المزيد >>

أعداد الثقافية التونسية

مجلة الثقافية التونسية. العدد السادس عشر . من واحد الى 16 ماي 2023
محلة الثقافية التونسية . العدد الخامس عشر مكن 16 الى 30 افريل2023
العدد الرابع عشر.مجلة الثقافية التونسية من 01 الى 15 افريل 2023
مجلة الثقافية التونسية. العدد الثالث عشر . من 16 الى 30 مارس 2023